مشكلة الغيرة عند الأطفال
الغيرة :
هي حالة إنفعالية مركبة من حب التملك و شعور الغضب بسبب وجود عائق مصحوبة بتغيرات فسيولوجية داخلية و خارجية يشعر بها الطفل عادة عند فقدان الإمتيازات التي كان يحصل عليها أو عند ظهور مولود جديد في الاسرة أو عند نجاح طفل آخر في المدرسة في حين كان حظه الفشل و الإخفاق ..
هذه المشاعر المركبة يرفض الطفل الإفصاح عنها أو الإعتراف بها و يحاول الإخفاء لأن الإظهار أو الإفصاح عنها تزيد من شعوره بالمهانة و التقصير .
أسباب مشكلة الغيرة لدى الطفل :
- شعور الطفل بالنقص و مروره بمواقف محبطة : كنقص الجمال أو في الحاجات الإقتصادية من ملابس و نحوه و مرور الطفل بمواقف محبطة أو فشلة المتكرر و يزداد هذا الشعور و يثبت نتيجة سوء معاملة الوالدين و قسوتهم معه و السخرية من ذلك الفشل .
- أنانية الطفل التي تجعله راغباً في حيازة أكبر قدر من عناية الوالدين .
- قدوم طفل جديد للأسرة .
- ظروف الأسرة الإقتصادية فبعض الأسر دخلها الإقتصادي منخفض أو شديدة البخل على أبنائها مقارنة بالأسر الأخرى فتنمو بذور الغيرة في نفس الطفل نتيجة عدم حصوله على ما يريد من اسرته .
- المفاضلة بين الأبناء فبعض الأسر تفضل الذكور على الإناث أو عندما يفضل الصغير على الكبير و هكذا فتنمو الغيرة بين الابناء .
- كثرة المديح للإخوة أو الأصدقاء أمام الطفل و إظهار محاسنهم امامه .
علاج مشكلة الغيرة عند الطفل نقترح مايلي :
- أن نزرع في الطفل ثقته بنفسه و أن نشجعه علي النجاح و أنه عندما يفشل في عمل ما سينجح في عمل آخر .
- أن نتجنب عقابه أو مقارنته بأصدقائه أو إخوته و إظهار نواحي ضعفه و عجزه فالمقارنة تصنع الغيرة بين الإخوة و الأصدقاء و أبعاده عن مواقف المنافسات غير العادلة .
- أن نعلمه أن هناك فروقاً فرديه بين الناس و نضرب له الأمثلة على ذلك .
- أن نزرع فيه حب المنافسة الشريفة و أن الفشل ليس هو نهاية المطاف بل أن الفشل قد يقود الى النجاح .
- تشجعيه لإن يعبر عن إنفعالاته بشكل متزن .
- إشعار الطفل بأنه مقبول بما فيه لدى الأسرة و أن تفوّق الآخرين لا يعني أن ذلك سيقلل من حب الاسرة له أو تزلزل مكانته .
- تعويد الطفل منذ الصغر على تجنب الأنانية و الفردية و التمركز حول الذات و أن له حقوقاً و عليه واجبات و نوضح له السلوك الصحيح .
- إدماج الطفل في جماعات نشاط و فرق رياضية .
نقاط لعلاج طفلك الغيور من المولود الجديد طفلك :
يعد إستقبال مولود جديد في محيط الأسرة أمراً مزعجاً للطفل الأول أو للأطفال الأقل من ثلاث سنوات ففي هذه السن يفضل كل منهم أن يكون الوحيد لوالديه فلا يريد أن يشاركه أحد في عطفهما و إهتمامهما لا سيما الطفل الأول الذي إعتاد أن يكون محط أنظار الجميع دون منافس فلا تنزعجي إذا رأيت صغيرك مرابطاً بجوار مهد أخيه الرضيع يعود إليه كلما أبعدته ،و قد تمتد إليه يده من قبيل الفضول و إستكشاف هذا المخلوق الجديد الأمر الذي يثير القلق من هذا الطفل المتوثب .
و قد يختلف الأمر بالنسبة للطفل الثاني أو الثالث الذي إعتاد أن يتقاسم إنتباه و عاطفة والديه مع إخوته الأكبر سناً غير أن هذا لا يعني أنّ الطفل الثاني أو الثالث لا يشعر بالمنافسة تجاه المولود الجديد فالشعور موجود لكن المهم هنا هو كيفية تعامل الأهل مع هذا الوضع و التخفيف من حدة شعوره بالغيرة نحو أخيه و تحويله إلى شعور إيجابي .
أعراض الغيرة :
أكثر أعراض غيرة الأطفال شيوعاً هو زيادة طلبات الطفل كي يجذب إهتمام أهله إليه فهو يريد أن يحمله أبواه و يدوران به خصوصاً عندما يرى الأم مشغولة بالمولود الجديد أما بقية الأعراض فتشمل تصرفه كطفل رضيع من جديد كأن يضع إبهامه في فمه مثلاً أو يتبوّل أو يتبرّز على نفسه و قد يميل إلى العنف و العدوانية في سلوكه كأن يتعامل مع المولود بخشونة مثلاً و جميع هذه الأعراض طبيعية و بالإضافة إلى أنه يمكن منع بعض الأعراض فإن بقيتها يمكن أن يتحسن خلال شهور قليلة ...
ويمكن الوقاية من غيرة الأطفال من المولود الجديد إبتداء من فترة الحمل و ذلك من خلال ما يلي :
١. إجعلي الطفل الأكبر مستعداً لإستقبال أخيه المولود الجديد بأن تحدثيه عن الحمل و تجعليه يتحسّس حركات الجنين أيضاً .
٢. أعطي الطفل الفرصة ليراقب عن كثب أحد المواليد الجدد حتى يكون لديه فكرة أفضل عن المولود القادم .
٣. شجعي الطفل على مساعدتك في تحضير غرفة المولود .
٤. إنقلي سرير الطفل إلى غرفة أخرى أو إلى سرير جديد قبل حلول المولود الجديد بعدة أشهر حتى لا يشعر بأنه قد تم إبعاده بسبب المولود الجديد و إذا كنت ستلحقين الطفل بروضة الأطفال فإفعلي ذلك قبل موعد الولادة بوقت كاف .
٥. أخبري الطفل أين ستتركينه و من سيعتني به عند دخولك المستشفى إذا لم يكن سيمكث مع والده بالمنزل .
٦. شاهدي مع الطفل ملف صور العائلة و حدّثيه عن السنة الأولى في حياته أو حياة أحد إخوته الكبار .
وعند دخولك المستشفى للولادة اتبعي الآتي :
١. إتصلي هاتفياً بالطفل الأكبر و إطلبي منه أن يزورك في المستشفى فالعديد من المستشفيات تسمح بذلك و إذا لم يكن من الممكن أن يزورك الطفل في المستشفى فأرسلي له هدية و كأنها من المولود الجديد .
٢. شجعي والد الطفل على أن يأخذه في بعض النزهات .
وبعد مغادرة المستشفى و العودة للمنزل إحرصي على ما يلي :
١. عند دخولك المنزل إقضي اللحظات الأولى مع الطفل الأكبر و إجعلي شخصاً آخر يحمل المولود الجديد بدلاً منك .
٢. إطلبي من الزوار أن يعطو كثيراً من إهتمامهم للطفل الأكبر و دعي الطفل يفتح الهدايا التي تأتي للمولود الجديد بنفسه .
٣. و من البداية يجب أن تشيري إلى المولود الجديد دائماً ب "طفلنا الرضيع" .
٤. و خلال الشهور الأولى لوليدك أعطٍ الطفل الأكبر قدراً أكبر من الإهتمام و الرعاية التي يحتاج إليها و حاولي أن تشعريه بأنه أكثر أهمية من غيره و أن تجلسي معه لمدة نصف ساعة متصلة على الأقل يومياً و تأكدي من أن الأب و الأقارب يقضون وقتاً إضافياً مع الطفل و بخاصة في الشهر الأول و خصيه أنتٍ بقدر كبير من الحنان طوال اليوم و إذا طلب منك أن تحمليه أثناء إرضاعك للمولود أو هزه فأشركيه في الرعاية أو على الأقل يمكنك أن تحدثيه أثناء إنشغالك برعاية رضيعك .
٥. شجعي الطفل على أن يتحسّس المولود و يلعب معه بشرط أن يكون ذلك في حضورك و إسمحي له أن يمسكه أثناء جلوسه في مقعد ذي مسندين جانبيين (لمنع إنزلاق المولود) و تجنّبي تحذيره بمثل قولك : ("لا تلمس المولود") فالمولود ليس هشاً لهذه الدرجة و من الضروري أن تظهري للطفل مدى ثقتك به و لكن لا يمكن السماح عادة للطفل بحمل المولود إلا بعد بلوغه سن المدرسة .
٦. إجعلي الطفل يساعدك في العناية بالمولود فشجعيه على أن يساعدك في غسل المولود و تجفيفه و إحضار الحفاض أو أن يبحث عن لعبته أو مصاصته و في بعض الأحيان شجعيه على اللعب بدميته (سواء بإطعامها أو غسلها) أثناء قيامك بإرضاع المولود أو غسله و أكّدي للطفل مدى حب المولود له بأن تقولي له : (" إنظر إليه كم هو سعيد عندما تلاعبه أو إنك تستطيع دائما أن تجعله يضحك") .
٧. لا تطلبي من الطفل أن يلزم الهدوء من أجل المولود فالأطفال حديثو الولادة يستطيعون النوم جيداً دون أن يخيّم الهدوء على المنزل و مثل هذا الطلب قد يؤدي إلى إمتعاض الطفل بدون داعٍ .
٨. لا تنتقدي طفلك إذا قلد أخيه الرضيع في البكاء أو غير ذلك من السلوكيات فهذا أمر مؤقت .
٩. تدخّلي على الفور عند صدور أي سلوك عنيف من الطفل حيال أخيه الرضيع و ذلك بعزله و إبعاده عنه دون تعنيف أو ضرب لأن معاقبته ستجعله يحاول بإستمرار أن يفعل نفس الشيء مع المولود على سبيل الإنتقام لذلك حدثيه دائماً عن ضرورة الرحمة بالصغير و العطف عليه و عدم إيذائه لأنه مخلوق ضعيف .
١٠. أما إذا كان الطفل كبيراً - نوعا ما - فشجّعيه على أن يحدثك عن مشاعره المتضاربة تجاه المولود الجديد ثم ضعي له سلوكاً بديلاً كأن تقولي له : ("عندما ينتابك الشعور بالغيظ من المولود الجديد فتعال وعانقني عناقا طويلا") .
١١. لا تلعبي مع مولودك الجديد لوحدكما بل حاولي أن تلعبوا ثلاثتكم .
١٢. لا تثقلي على إبنتك الكبرى بالحرص على أخاها الصغير ... إذا كانت تمارس هوايتها أو النظر إلى الكرتون بل دعيها تمارس ما تحب .